الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إن الحملات الشرسة التي يتعرض لها أفضل الخلق و أكرمهم محمد صلى الله عليه و سلم قد تعدت كل الحدود فلم تعد تكفي إدعاءاتهم الكاذبة ضد المسلمين بل تعدوا الخط الأحمر تحت غطاء حرية التعبير المزعوم . ليس من الغرابة أن نرى هذه الهجمات قادمة من المستشرقين والمبشرين الغربيين كما فعلوا على مر التاريخ ولكن الغريب أن هذه الأمة قد أصبحت عاجزة عن الدفاع عن نبيها الكريم .

يملك العرب إستثمارات بملايير الدولارات في الأسواق الغربية و يمكن إستثمار هذه الأموال في الضغط على حكوماتهم لإستصدار قوانين خاصة تردع من تسول له نفسه التطاول على أعظم الخلق و يمكن أيضا استخدامها للحصول على خدمات مكاتب المحاماة في جميع أنحاء العالم، فضلا عن استخدام وسائل الإعلام، وخاصة القنوات الفضائية. فإذا لم تستخدم هذه الأموال للدفاع عن أحب الناس إلى قلوب المسلمين فمتى و أين يمكن إستعمالها ؟ إن إتخاذ هذه الإجراءات المسبقة ضد المعتدين على الإسلام من شأنه أن يجعل أي شحص يريد يعض الشهرة لنفسه أن يفكر مرتين قبل أن يقدم على هكذا أفعال . فالإستعمال الحسن لهذه الأموال الطائلة قد يساعد على إظهار الأسلام كدين حق للأخرين و خاصة الغربيين منهم .

إنه لمن المحزن حقا أن ترى و تسمع الإتهامات التي تطال النبي محمد صلى الله عليه وسلم من كل صوب بينما تقف الأمم الإسلامية التي يزيد تعداد سكانها عن 1.5 مليار نسمة عاجزة عن الحركة . فالأموال التي لا يمكن أن تحقق نصرا، وتصد هجوما أو تدافع عن ديننا وهويتنا هي نقود مزيفة لا قيمة لها و سوف تتحول إلى لعنه تطارد الحائزين عليها في الدنيا و الأخرة .

إن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم أضحى فرض عين على كل مسلم و خاصة زعماء الدول الإسلامية و الأغنياء فهو أحب إلى قلوبنا من عائلاتنا و أطفالنا فلماذا كل هذه الخيانة ؟

عندما يهين أحد ما اليهود يهبون هبة رجل واحد لنصرة دينهم المحرف بأموالهم و مناصبهم و سيسمع المهاجم شتى أنواع الإدانات من العالم أجمع و عن طريق هذه الأموال سيجلب و سيحاكم أمام القضاء و قد يرسل إلى السجن أيضا . إنها و الله لمفارقة عجيبة بينما لا يتردد اليهود في استخدام كل الوسائل المتاحة لهم للدفاع عن كل ما هو يهودي نجد أصحاب الرسالة السمحاء الذين إختارهم الله تعالى ليبلغوا هذا الدين ينفقون الأموال على فرق كرة القدم الغربية و في إفتتاح قنوات الغناء و عندما يهان نبيهم تجدهم يختفون وراء الجدران مخافة أن يوصفوا بالإرهابيين و المتخلفين .

و كما أسلفنا فإن الدفاع عن هذا الدين أصبح مسؤولية كل فرد مسلم فلم تعد هناك حدود بينة بين العالم الغربي و العربي أو الإسلامي فأينما حللت أو أرتحلت فأنت تمثل المسلمين و عقيدتهم ، و إنا و الله لنعترف أننا في هذا الزمان وبهذا الإنحطاط لسنا بالقدوة الحسنة التي يقتدي بها الناس في أنحاء العالم و ليست هذه هي الصورة التي يجب علينا أن نقدمها للغرب كدين سمح يصلح كل زمان و مكان و يرجع ذلك في الأصل إلى تخاذلنا و إبتعادنا عن شرع الله فأينما تذهب و في أي مجال تراجع تجد العرب والمسلمين في أخر الركب و في أسفل سافلين .

لذلك يجب علينا أن نعاهد أنفسنا فردا فردا على تغيير الواقع المرير و إصلاح النفس قبل الغير لنجعل من هذه المأساة طريقا إلى النصر و ليكن ذلك على أيدينا و من نعمة الله تعالى أنه أعطانا القران الكريم كمعجزة الإسلام الخالدة البينة لنحاجج به و ندعو به و كم من الغربيين العلماء و البسطاء دخلوا في هذا الدين عندما تمعنوا و درسوا القران الكريم و واجبنا اليوم أن نبلغه إلى الناس كافة ليظهر الله به الحق .